ولاية أخرى تطرق أبواب الريادة الزراعية

+ -

تنبع أهمية ولاية أدرار في مجال الاستصلاح الفلاحي، لكونها الولاية التي تم بها التجارب الأولى للاستصلاح الفلاحي للأراضي الصحراوية قبل حوالي 40 سنة.

وبدأت أولى تجارب الاستصلاح الفلاحي في ولاية أدرار في وقت مبكر جدا، فقد كانت الولاية رقم 01 حقل التجارب الأولى لمشاريع الإستصلاح الفلاحي للمناطق الصحراوية في الجزائر، في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي بأول تجربة استصلاح فلاحي وحقق التجار نتائج كبيرة وغير متوقعة، وهذا دفع الدولة لدراسة تعميم تجربة الإستصلاح الفلاحي في كامل الجزائر. وطبقا للإحصاءات الرسمية، فإن إجمالي مساحة الأراضي المستصلحة في الولاية ارتفع من 100 هكتار في التجارب الأولى إلى 1000 هكتار في نهاية الثمانينات.

ويقدّر إجمالي مساحة الأراضي الفلاحية بولاية أدرار بأكثر من 600 ألف هكتار، منها حوالي 70 بالمئة في مرحلة إنتاج و30 بالمئة الأخرى. أما في مرحلة الإستصلاح بإمكانها تحقيق إنتاج معتبر من ومردودية عالية في حال تم الإلتزام بالخطوات العلمية للمسار التقني لهذه الزراعة.

وبفضل توجيهات وزارة الفلاحة ارتفعت مساحة الأراضي المخصصة لإنتاج محاصيل استراتيجية بـ حوالي 100 ألف هكتار، منها 15 ألف هكتار للقمح الصلب و120 هكتارا للقمح اللين و1000 هكتار للشعير و148 هكتار للخرطال وكلها تحت الرش المحوري. كما تتمثل مساحة الزراعة التقليدية للحبوب داخل الواحات في 50 هكتارا للقمح الصلب و4336 هكتار للقمح اللين، إلى جانب 1318 هكتار للشعير و415 هكتار للخرطال.

ومن مجموع مساحة الأراضي الفلاحية، يوجد حوالي 70 ألف هكتار من الأراضي الزراعية الموجودة في الواحات القديمة، تضم هذه المساحة في أغلبها بساتين النخيل القديمة في القصور والواحات ومساحات زراعية مخصصة لإنتاج الخضر والفواكه الموسمية ذات الجودة العالية.

وكانت هذه الأراضي الفلاحية السبب الرئيسي في إثارة انتباه السلطات العمومية الجزائرية لأهمية تنمية الزراعة في المنطقة، بسبب الجودة العالية جدا للخضر مثل الطماطم وأنواع الفلفل.

وتضم ولاية أدرار اليوم زراعة صناعية واعدة بالرغم من تراجع مساحتها. ويتعلق الأمر بزراعة التبغ التي يمكنها إنهاء تبعية الجزائر للخارج في مجال استيراد التبغ وإمكانية التصدير بسبب المردودية العالية لزراعة التبغ في المنطقة، وقامت مصالح ولاية أدرار في الفترة بين عامي 1990 و2010 بتوزيع أراضي فلاحية على آلاف الشباب بصيغة الامتياز الفلاحي، وهي أراضي تتراوح مساحة كل مستثمرة منها بين 02 و04 هكتار وكلها تقريبا مخصصة لمساحات النخيل وإنتاج الخضر والفواكه الموسمية.

وضمن مساحة الأراضي الفلاحية بولاية أدرار، توجد الزراعات الاستراتيجية، وهي مناطق الاستصلاح الفلاحي الواسعة المنتشرة عبر بلديات الولاية، وتتضمن مستثمرات فلاحية كبيرة بأحجام ما بين 100 و1000 هكتار، وأغلبها حققت نتائج مشجعة وتساهم اليوم الولاية بنسبة معتبرة من الإنتاج الفلاحي في الجزائر.

ويتنوع الإنتاج الفلاحي في ولاية أدرار، اليوم، ليضم تقريبا كل المنتجات الزراعية بلا استثناء، فالولاية تصنّف اليوم الرابعة وطنيا في إنتاج التمور، بوجود أكثر من 02 مليون نخلة منتجة. وتتميز تمور أدرار بأنها تأتي في وقت مبكر من الموسم، في شهر جويلية، كما ينتج فلاحو الولاية اليوم كل أنواع الخضر الموسمية، وبشكل خاص خضروات في فترة الصقيع، ويوفر فلاحو أدرار كل سنة عشرات آلاف الأطنان من فواكه البطيخ بأنواعه في السوق الوطني بداية من شهر أفريل، ولكن الإنتاج الأكثر أهمية في الولاية هو القمح والشعير والذرى.

وقد ساهمت الإجراءات المقررة من الحكومة لدعم ومرافقة الاستثمار الفلاحي وقرارات تطهير العقار الفلاحي في ارتفاع مساحة الأراضي المخصصة للاستصلاح، فنسبة الارتفاع تصل كل سنة إلى 10 بالمئة كما وقع في عامي 2021 و2022، ما أدى إلى رفع كمية الإنتاج ومردوديته. وطبقا للإحصاءات الرسمية، فإن فلاحي الولاية حققوا في موسم 2023 الماضي أعلى مردودية للهكتار الواحد من الحبوب، فيما تأتي الولاية كل سنة في المراتب الأولى من حيث مردودية الهكتار الواحد.

ومن أهم ميزات الفلاحة الاستراتيجية بالولاية، أن موسم زراعة الحبوب يمكن تقليصه إلى 05 أشهر فقط، وهذا يعني إمكانية إنتاج محصولين اثنين كل سنة، وهذا يرفع مردودية كل هكتار ويرفع أرباح الفلاحين والمستثمرين، وقد حققت ولاية أدرار في موسم 2023 أكثر من 500 ألف قنطار من القمح الصلب تحت الرش المحوري على مساحة محصودة تجاوزت 10 آلاف هكتار، إلى جانب أكثر من ألفي قنطار من القمح اللين.