+ -

مذابح غزة المستمرة والموقف الأمريكي الأوروبي المتواطئ مع الكيان الصهيوني والذي يبارك هذه المذابح، من خلال التأكيد على الرواية الصهيونية، أن هذه العملية تعكس حق الصهاينة في الدفاع عن كيانهم وبقائهم. التحرك الفوري للدول الغربية في اليوم الثاني من عملية حماس ضد الصهاينة في غزة بتاريخ السابع من أكتوبر 2023 وإرسال الجيوش والبوارج والطائرات وتزويد الصهاينة بكافة أنواع السلاح والذخيرة التي قتلت أكثر من أربعة وثلاثين ألف مدني، من نساء وأطفال وأبرياء ودمّرت البنية التحتية والخدمات والمشافي في غزة ولا زالت مستمرة في دعم الصهاينة والتغاضي عن جرائمهم، يبيّن أننا كشعوب عربية ومسلمة لا نواجه المتعصبين الصهاينة، بل نحن مستهدفون من جميع دول العالم الغربي الذي استعمرنا في القرن الماضي وذبح منا من ذبح ثم استمر في ذبحنا من خلال الكيانات التي أنشأها كالكيان الصهيوني.

يجب أن ندرك أن المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها، ما هي إلا مخدّر تم إنشاؤها لتخدير الدول والشعوب كي تبقى خاضعة وخانعة أثناء ذبحها من الدول الغربية والصهاينة. حقوق الإنسان التي يتشدّق بها الغرب كذبة كبيرة والتدخل الغربي لنشر الديمقراطية في العالم كذبة أكبر.

الغرب لا يهتم بحقوق الإنسان ولا بالديمقراطية ولا بالعدالة وإحقاق الحق وحقوق المرأة والطفل والجرحى والمرضى والأسرى. الغرب هو الذي ينتهك حقوق الإنسان العربي والمسلم والدولة العميقة من أجهزة أمن ومخابرات وبوليس سري هي من يقمع الحريات أولا في الغرب، كالولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، وثانيا في باقي دول العالم.

أي غرب هذا الذي يحكمه رئيس أصابه الخرف في الولايات المتحدة ورؤساء وزراء يفتخرون بكونهم شاذين جنسيا في مخالفة واضحة للطبيعة ولخلق الله تعالى. الغرب أوجد السرطان الصهيوني في بلادنا وهو يدعمه منذ إنشائه ويعجبه حكم المتطرفين اليهود في العالم ويدعمهم سرا وعلانية. حتى عندما انتفض الطلبة الشباب في الجامعات الغربية ضد الإجرام الصهيوني في غزة، تم اعتقالهم بكذبة جديدة قديمة هي معاداة السامية، أي سامية هذه التي تذبح الرضع والنساء والأبرياء وتمدّ الصهاينة بسلاح وذخيرة للاستمرار بالذبح.

لابد أن ندرك أن الذبح الذي يستهدف الأبرياء في غزة هو نفسه الذي استهدف الجزائر على يد فرنسا والعراق على يد بريطانيا في الماضي، ولاحقا على يد الولايات المتحدة وفي ليبيا والسودان ولبنان وسوريا. الدول العربية والمسلمة التي تحالفت مع الكيان الصهيوني والغرب، عليها أن تدرك أن دورها في الذبح قادم لأن الكيان الصهيوني لا ينظر إليهم كحلفاء بل كخدم وعبيد، وبالتالي على هذه الدول أن تفكر فيما تفعله حاليا وما عليها أن تفعله بانتظار الخطر القادم، لأنها إن لم تتحرك الآن فلن تستطيع التحرك مستقبلا بعد أن يبدأ الدمار في أراضيها.

دعوة مخلصة لحكام الدول العربية والإسلامية لإعادة النظر في تحالفهم مع الغرب والصهاينة والتركيز على الخطر القادم من الحليف الغربي الصهيوني المزعوم وكيفية التصدي له عندما يصل إلى بلادهم.

 

* جامعة الكويت

 

 

كلمات دلالية: