المقابر الجماعية.. الوجه الآخر لمشاهد الإبادة في غزة

38serv

+ -

بعد ساعات قليلة من اكتشاف مقابر جماعية في غزة، ناتجة عن مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال خلال هجومها على مستشفى الشفاء ومدينة خان يونس، تجدد القصف الصهيوني على عدة مناطق في القطاع، ما أدى إلى ارتقاء المزيد من الشهداء وإصابة العديد من الجرحى، وسط تزايد المخاوف من تدهور القطاع الصحي المهدد بتوقف المولدات الكهربائية في أي لحظة، ناهيك عن المجاعة التي تلوح في الأفق.

جددت وزارة الصحة في غزة، أمس، مناشدتها المؤسسات المعنية توفير مولدات للمستشفيات لتجنب كارثة صحية، حيث قالت في بيان إنه  "بعد مرور 193 يوما من العدوان على غزة، هناك خشية كبيرة من توقف مولدات الكهرباء التي عملت بكامل طاقتها على مدار الساعة في المستشفيات"، مؤكدة أن الشواهد تشير إلى أن المولدات قابلة للتوقف في أي لحظة، ما يؤدي إلى "كارثة صحية".

كما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 33 ألفا و797 شهيدا و76 ألفا و465 مصابا في ظل المجاز المتواصلة، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات في إنقاذ المصابين ومن هم تحت الركام.

وتزامن نداء وزارة الصحة في غزة مع تحذيرات برنامج الأغذية العالمي، الذي أشار إلى أن المجاعة تلوح في بعض أجزاء قطاع غزة وأنها حتمية، لاسيما لمن بقي من السكان في الشمال، لافتا إلى أن غزة وخلال 6 أشهر شهدت أعلى مستويات من المجاعة تم تسجيلها على الإطلاق.

وأوضح البرنامج الأممي في تدوينة عبر منصة "إكس" أنه يقدم كل شهر معونات غذائية لأكثر من مليون شخص هم بحاجة ماسة إليها رغم التحديات الهائلة، مشيرا إلى أن هناك حاجة لوقف لإطلاق النار من أجل إدخال فرق إنسانية ومعونات غذائية والتحرك بحرية في غزة.

من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من "كارثة" في حال عدم إيصال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في جميع أنحاء القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر، حيث جاء في بيان المكتب أن عمال الإغاثة في غزة كانوا يحاولون القيام بواجباتهم في "بيئة عمل عدوانية للغاية"، بسبب العديد من القيود الإسرائيلية المفروضة مثل الانتظار لساعات عند نقاط التفتيش.

وأفاد بأن برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع تمكنا من افتتاح مخبز في غزة لأول مرة منذ أشهر وتوفير الوقود لمدة 4 أيام لضمان تشغيله. وأوضح البيان أنه رغم تعهد المسؤولين الإسرائيليين بزيادة المساعدات لغزة، فإنه لم يكن هناك "تغيير واضح" على الأرض، وحذر من أنه إذا لم يتم توصيل المساعدات إلى جميع أنحاء غزة "فقد نواجه كارثة".

 

المزيد من الجرائم ومن المقابر الجماعية

 

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على القطاع منذ أكتوبر الماضي، التي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالمباني السكنية والمستشفيات ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

ورغم مرور أكثر من نصف عام من العدوان المدمر على غزة، لا تزال آلة القتل والتدمير الصهيونية تواصل حرب الإبادة التي تشنها على القطاع، رغم الرفض الدولي والعزلة التي دخلها كيان الاحتلال نتيجة جرائمه وانتهاكاتها الصارخة لمختلف القوانين والشرائع. وقد استشهد 4 فلسطينيين، أمس، بينهم طفل، وأصيب آخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلا في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما استهدفت الغارات الإسرائيلية منزلا في حي الزهور ومنطقة الخربة شمال شرق مدينة رفح، كما ألحقت الغارات أضرارا مادية في المناطق المستهدفة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق متفرقة شمال مخيم النصيرات، كما دمرت طائرات الاحتلال منازل في بلدة المغراقة ومدينة الزهراء والمنطقة الشمالية للمخيم، فيما استشهد 6 فلسطينيين، بينهم طفلان، وأصيب نحو 30 فلسطينيا جراء استمرار قصف الاحتلال لمخيم النصيرات وسط القطاع لليوم الخامس على التوالي، بينما ارتقى مزيد من الشهداء والجرحى جراء قصف إسرائيلي استهدف مسجد شهداء الفاخورة غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وقد تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال عدد من الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض.

 

من جانب آخر، نقلت تقارير إعلامية أن الفرق الطبية تمكنت من العثور على مقبرة جماعية لفلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحة مجمع الشفاء الطبي شمالي قطاع غزة الذي تعرض خلال الأيام الماضية لهجوم مباغت دام عدة أسابيع ولم ينسحب منه جيش الاحتلال إلا بعد تدميره بالكامل، علما أن المقابر الجماعية لم تقتصر على مجمع الشفاء، فقد عثر السكان في بيت لاهيا شمالي القطاع على نحو 20 جثة متحللة دفنت في مقبرة جماعية.

وحسب شهادات سكان المنطقة، فإن الجثث تعود لعائلة العساف التي استشهد أفرادها خلال اقتحام قوات الاحتلال بيت لاهيا قبل 4 أشهر وتنفيذها إعدامات ميدانية لفلسطينيين عند الحاجز الترابي، حيث عثر على المقبرة الجماعية. وقد صرح أشرف القدرة، من قطاع الصحة بغزة، تعليقا على هذه المقابر الجماعية، بأنها شاهد جديد وإثبات على حرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في حق سكان قطاع غزة.

وفي هذا الشأن، قالت حركة حماس "إن المشاهد المروعة للمقبرة الجماعية الجديدة التي تم اكتشافها في إحدى باحات مجمع الشفاء الطبي وتضم عددا من جثامين الشهداء المتحللة والتي قام الاحتلال بمواراتها تحت التراب بجرافاته العسكرية قبل انسحابه من المجمع، تؤكد من جديد أنه لا حدود لهذه الفاشية الصهيونية المقيتة والمستمرة في ممارساتها".

وأكدت الحركة في تصريحٍ صادر عنها أن الصمت الدولي المشين "أسفر عن انتهاكات فظيعة للقانون الدولي وحرب إبادة مستوفية الأركان، تشنها حكومة الاحتلال وجيشها الإرهابي على شعبنا في قطاع غزة".

 

كلمات دلالية: