اغتيال قادة حماس لن يقضي على المقاومة

38serv

+ -

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الأربعاء، إن قضية الاغتيالات التي يزعم جيش الاحتلال تنفيذها ضدّ قادة في المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، "فشلت تاريخياً في القضاء على المقاومة أو إلحاق الهزيمة بها".

وفي مقال كتبه يوسي ميلمان، المحلّل في شؤون الاستخبارات، أكّدت الصحيفة، أنّ "الوصول إلى قادة حماس واغتيالهم لن يقضي عليها"، مشدّدةً على أنّ "الحركة متجذّرة في المجتمع الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا".

في السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أنّ أحد أكثر الأوهام الإسرائيلية شيوعاً هو أنّ "قطع رؤوس" سيساعد في أن "تختفي المشكلة الفلسطينية"، وهو ما "يفهمه كثيرون حتى في المؤسستين الأمنية والعسكرية".

وأضافت "هآرتس" أنّ "حماس لا ترفع يديها وتستسلم، بل إنّها تواصل القتال، بينما تغيّر تكتيكاتها". ووفقاً لها "يتجلى إصرار الحركة في حقيقة أنّ مقاتليها ينجحون في العودة إلى المناطق التي ادّعى الجيش الإسرائيلي احتلالها في غزة، ففي هذا الأسبوع عاد المقاومون لمواجهة قواته في محيط مستشفى الشفاء شمالي القطاع".

في المقابل يقوم جيش الاحتلال "بنسب عدّة رتب إلى قادة المقاومة الذين يزعم اغتيالهم"، في خطوة "تهدف بداهةً إلى تعظيم الذات وإظهار مدى نجاحه في الحرب على حماس"، بحسب ما أوضحت الصحيفة.

لكن الواقع الميداني أكثر تعقيداً، وفقاً للصحيفة، حيث تلحق المقاومة بـ"الجيش الإسرائيلي كثيراً من الخسائر في صفوف الجنود والضباط، فمنذ بدء المعارك البرية في القطاع سقط المئات منهم، بينما هناك عدة آلاف من المصابين أيضاً". إضافةً إلى ذلك، ثمة الإصابات "غير المرئية"، إذ يعاني الكثيرون في صفوف "جيش" الاحتلال اضطرابات ما بعد الصدمة، والتي قد تظهر علاماتها بعد أشهر أو سنوات من انتهاء القتال، كما تابعت الصحيفة.

كذلك ثبت في الواقع أنّ إحدى الفرضيات التي دأب الاحتلال على ترويجها ومفادها أنّ كبار قادة حماس "يختبئون مع أسرى في أنفاق من أجل استخدامهم دروعا بشرية"، غير صحيحة، حسب ما أوردته الصحيفة أيضاً.

وأمام ذلك، خلصت الصحيفة إلى أنّ "على إسرائيل ألا تنتشي بالاغتيالات.. يجب أن تفهم أنّها ليست كلّ شيء وليست بديلاً عن الاستراتيجية". وأضافت أنّ الحرب على غزة "ستنتهي من دون صورة انتصار لإسرائيل وحتى اغتيال قادة من حماس لن يغيّر هذه الحقيقة".

 

كلمات دلالية: