جويلية 2023.. حوادث قتل واختطاف الأطفال تعود

+ -

عادت يد الإجرام لتعبث بحق الطفل في الحياة وتتسبّب في أيام معدودة من شهر جويلية 2023، في إزهاق روحي الطفلين البريئين "جود غادري" في بوسعادة و"أحمد توفيق" في وهران، بينما لا خبر ظهر على الطفلة الملاك "مريم زنبوع" التي افتقدت في برج بوعريريج ولم يعثر عليها إلى يومنا هذا.

آخر هذه الحوادث، كانت في 20 جويلية 2023، حينما تجرأت أيادي الغدر على الطفل "جود غادري" الذي اهتزت مدينته بوسعادة على وقع الجريمة الشنعاء. البرعم البريء، عُثر عليه مقتولا في حدود الثانية من صبيحة ذات خميس، وهو مقيّد اليدين والرجلين، بحي السكن الاجتماعي ''بن دقموس" ببوسعادة.

وبعد جهود بحث مستمرة، تمكّن أهل الضحية وجيرانه من الوصول إليه، إلا أنه كان جثة هامدة في شقة غير بعيد من مسكنه العائلي بالمدينة الجديدة ببوسعادة. ولم يكن الجاني بعد تحقيقات المصالح الأمنية، سوى جار وهو شاب في حدود الثلاثين من العمر، يكون قد استدرجه إلى مسكنه المجاور لمسكنه العائلي وقام بربطه وإزهاق روحه.

وقبل ذلك بيومين، أنهت طعنات غادرة حياة الطفل "أحمد توفيق" القاطن بحي "لاسيرا" بمنطقة وادي تليلات جنوب مدينة وهران، على يد شاب لم يكن سوى جاره البالغ من العمر 18 سنة. وحسب شهادة جيرانه، وقعت الجريمة عندما خرج الطفل على الساعة التاسعة من صباح يوم الإثنين، فإذا به يستدرج من قبل هذا الشاب القاتل الذي أجهز عليه وحشره في كيس بلاستيكي، ثم وضعه داخل خزانة الكهرباء. الجاني اليوم في السجن لينال مصيره عن جريمة الاختطاف والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وإخفاء جثة وطمس معالم جناية، بينما غادر الطفل أحمد والديه ومدرسته ومدينته إلى الأبد.

أما القصة التي لا تزال تدمي القلوب، فهي للطفلة "مريم زنبوع" التي انتزعت من حضن أمها في 4 جويلية عندما كانت تحضر مع أهلها عزاء للعائلة في برج بوعريريج، ومنذ تلك اللحظة لم يسمع عنها خبر، سوى إشاعات أن كاميرات مراقبة التقطتها في المكان الفلاني أو أنها شوهدت برفقة امرأة في المكان العلاني، دون أن يكون لذلك أثر على سير التحقيقات حول مكان وجودها حاليا. عاشت عائلة الطفلة "مريم زنبوع" التي تقطن ببلدية اولاد دراج ولاية المسيلة وبرج بوعريريج، على الأعصاب ووجهت النداءات تلو الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي اليوم مستسلمة لقضاء الله وقدره، على أمل أن تعود الطفلة لحضنها وأن يكون المصير رحيما هذه المرة بعد الجرائم التي طالت طفلين في وهران وبوسعادة.

هذه الحوادث التي عادة ما تبكي الجزائريين وتدخلهم في حالة هوس على أطفالهم، مثلما يظهره التفاعل الهائل على مواقع التواصل، عادت إلى الواجهة بعد فترة انقطاع، لتذكّر بمآس سابقة أدخلت البلد كله في حالة اكتئاب، فمن منا لا يتذكّر قصة شيماء التي تعرّضت للاغتصاب والقتل، وبعدها الطفلة "سندس قسوم" التي وجدت في كيس أو الطفلين هارون وإبراهيم وغير ذلك من الجرائم التي لا تمحى من الذاكرة ولا تسقط بالتقادم في القانون. ومع كل جريمة جديدة تمس الطفولة، يحتدم الجدل حول الطريقة الأنسب لمواجهة هذه الظاهرة، بين من يطالب بالقصاص وتنفيذ حكم الإعدام، وبين من يتحدّث عن علاج الأسباب داخل المجتمع وتعزيز آليات الرقابة وتحسيس الأولياء بواجباتهم اتجاه أطفالهم.

 

كلمات دلالية: