38serv

+ -

وقفت الجزائر ضد "الأجندات" الأجنبية في منطقة الساحل، وأعلنت ذلك صراحة أكثر من مرة، لأنها ترى بحكم الخبرة الدبلوماسية أن حلول الأزمات تتعقد أكثر في ظل تواجد خيوط تلك التدخلات الخارجية والأجنبية عن المنطقة، لكن ما يظهر على سلوكات السلطة الحاكمة في باماكو من ممارسات يقول إنها بصدد "عض" اليد الممدودة لها، من خلال اللعب على حبلين، اعتقادا منها أن ذلك سيدفع الجزائر إلى تغيير ثوابتها وعلاقاتها بأطراف المنطقة.

لم يسبق أن تراجع الحل السياسي في مالي لفائدة الخيار العسكري، منذ التوقيع على اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في شمال مالي، مثلما هو جارٍ حاليا، رغم أن نفس الحل العسكري جُرب سابقا وأدى إلى طريق مسدود، لسبب بسيط أنه مادام الأزمة سياسية فأي خيار آخر غير الحل السياسي مآله ليس الفشل فقط، وإنما زيادة في تعقيد وتعفين الأزمة، لأن الثقة التي تشكلت بين الأطراف الموقعة على اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي يجري وأدها مع سبق الإصرار، رغم أنها حجر الزاوية، بسبب إجراءات انفرادية للحكومة المالية التي تعتقد أنها من خلال فرض منطق القوة على حساب قوة المنطق، وفرض الإقصاء، ستثبت أركانها وتبسط سلطة قرارها وستخضع خصومها للأمر الواقع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: