نائب رئيس مولودية البيض يفجّر غضبه بعد الفاجعة

38serv

+ -

بقدر نبرة الحزن التي رافقت كلماته بعد فاجعة ناديه مولودية البيض، جاءت صرخة نائب رئيس مولودية البيض حاملة حقائق محزنة عن هذا النادي "المنسي"، حسب تقديره، وهو يخطف الأضواء في ثاني موسم له على التوالي في الرابطة المحترفة الأولى.

وهو يؤكد بألم شديد لـ "الخبر" حالات الوفاة في صفوف ناديه، إثر حادث المرور لحافلة مولودية البيض، اليوم، بين تيارت والسوقر، في رحلة الفريق نحو تيزي وزو التي انتهت قبل موعد وصولها الرسمي بفاجعة، راح جمال بسايح ينتفض غاضبا على حال النادي بقوله "مولودية البيض ليست مصنفة مثل عديد أندية الرابطة الأولى أو جميعها ... هناك أندية لها الحق في الإمكانات .. هي أندية لها فرصة التنقل في الطائرة متى شاءت .. وهناك أندية لها من المال بفضل الشركات ما يكفيها لاستئجار طائرة خلال تنقلاتها، بل إن الطائرة تنتظر بعضهم إلى حين انتهاء مباريات لضمان رحلة العودة بسرعة.. أما نحن فليس لنا الحق في هذا الامتياز".

وأضاف بسايح بكثير من الحسرة "لقد فقدنا المدرب المساعد خالد مفتاح .. الراحل عقد قرانه قبل ستة أشهر .. وفقدنا الحارس زكرياء بوزياني .. رحم الله هؤلاء ودعائي بالشفاء للمصابين... ومن جانبي، وبصفتي مسؤولا في النادي، ضميري لن يرتاح ما حييت .. فقد كنت مضطرا لجعل الفريق يتنقل، مرة أخرى، برا عن طريق الحافلة، لأن في البيض الطائرة هي التي تتحكم فينا على خلاف أندية أخرى".

وبالعودة إلى قرار التنقل برا وليلا من أجل التنقل إلى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل الجمعة المقبل برسم البطولة، قال بسايح " كنا نريد التنقل جوا طبعا، لكن لم نتمكن من ذلك، والسبب ببساطة أننا لم نجد سوى أربعة أماكن شاغرة على متن رحلة البيض نحو الجزائر العاصمة، تصوروا أن البيض لا تحوز سوى على رحلتين في الأسبوع من مطارها نحو الجزائر العاصمة فقط، وهي رحلتين مبرمجتين كل يوم اثنين وخميس، لذا وجب مراعاة ظرفنا وتخصيص رحلة ثابتة كلما تعين على نادي مولودية البيض التنقل إلى مكان بعيد، ومنحنا نفس إمكانات أندية الشركات."

وواصل جمال بسايح بسرده لمعاناة ناديه التي يراها أحد أبرز أسباب الفاجعة، بقوله "في البيض يمكن أن تأتي إلى المطار ويتم إلغاء الرحلة لعدم وجود ركاب كفاية .. هذه حقيقة، فتجد نفسك كناد مرتبط بمواعيد رياضية في ورطة أحيانا، حين نحظى بفرصة حجز أماكن على أية رحلة، وهو أمر نادر طبعا، أطلب من السائق عدم مغادرة المطار حتى أتأكد من أنها لن تلغى، لقد بلغنا هذا الحد من معاناة نعيشها كل يوم في صمت ولا أحد يلتفت إلينا بل ولا يرانا الكثيرين مثل بقية الأندية الجزائرية من محترفي الرابطة الأولى".

وعن أسباب التنقل برا ليلا في هذا الجو الماطر والمناخ المتقلب الذي يشكل مخاطر محتملة طوال الرحلة، أوضح بسايح "ارتأينا بأنه من الأحسن تمكين الفريق من الاستفادة من حصة تدريبية بالبيض قبل التنقل إلى تيزي وزو، وعلى اعتبار أن الرحلة ستكون طويلة، اخترنا التنقل ليلا كالعادة، وكان في تقديرنا الوصول باكرا إلى تيزي وزو للسماح لكل أفراد الفريق من الراحة استعدادا لمباراة الجمعة، لكن القدر أراد غير ذلك"، مضيفا في السياق " إنها معاناة غير طبيعية تلك التي نعيشها، فنادي مولودية البيض يواجه التهميش ولا أعتقد أن أحدا يكترث لكل ذلك ولا لعدم التعامل مع النادي بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع أندية أخرى، أندية حصلت على شركات وأموال وامتيازات وتسهيلات ليست موجودة لنادي مولودية البيض ولا ندري سبب أو معيار التمييز".

وحرص نائب رئيس مولودية البيض على كشف الحقائق الكامنة، ربما، في تفاصيل وجزئيات، لم تصل المسؤولين ولم يتناولها الإعلام ولم يهتم بها الرأي العام، فقال على سبيل المثال "رحلتنا السابقة برا إلى خنشلة كانت مرهقة، تصوروا أننا قطعنا المسافة ذهابا في 14 ساعة ونفس المدة قضيناها، منطقيا، في الإياب يعني أن تنقلا واحد في الجزائر استغرق منا من الوقت 28 ساعة، وكان هناك سائقا واحد، رغم أن القانون يفرض وجود سائقين اثنين يتناوبان كل ست ساعات، كل ذلك كون قدراتنا، نحن الذين نواجه أندية الشركات، محدودة جدا".

ولتقديم وصفا أكثر دقة وأكثر ألما أيضا عن حجم المعاناة، أو الجحيم الذي يعيش النادي المتواجد في حداد، قال محدثنا " ما يخفى على الكثيرين حتما أن عديد من لاعبي مولودية البيض جلبوا معهم من بيوتهم، في رحلتنا الطويلة إلى خنشلة، أفرشة وأغطية، افترشها البعض منهم في ممر الحافلة بين الكراسي للنوم، حتى أن اللاعبين تأثروا بدنيا ومنهم من قال انه لم يعد يشعر بقدميه، هذه حقيقة وواقع ناد من الرابطة المحترفة الأولى في الجزائر ليس له الحق في الحصول على نفس امتيازات أندية جزائرية مثله".

وبين الفترة والأخرى خلال حديثه مع "الخبر"، يصمت بسايح برهة ثم يعود للحديث مترحما على أرواح الضحايا وطالبا الشفاء للمصابين ومعز لنفسه وأسرة ناديه وعائلات من تم افتقادهم، ليشير بكثير من الحزم "الوضع أصبح لا يطاق، هذا التهميش تحول إلى حقرة وهذه هي النتيجة هو فعلا قضاء الله وقدره ولا رد لقضاء الله، إنما الحقيقة أن ندفع الآن غاليا جدا ضريبة الإقصاء من حق الاستفادة من الامتياز التي تستفيد منها أندية أخرى وتضمن بها كل سبل الراحة للاعبيها ومدربيها ومسيريها"، مشيرا في الختام "لست أدري كيف يمكن لبقية اللاعبين والمدربين مواصلة اللعب بعد الفاجعة، من ذا الذي سيقبل مستقبلا بالتنقل برا على متن الحافلة، سيتذكر  الفاجعة في كل متر ومصير زملائهم، أنا شخصيا تعرضت سابقا لحادث مرور بالسيارة، ومن وقتها الخوف يسيطر علي، حتى إنني أتفادى البقاء بالخارج ليلا من شدة الفزع، هذا الذي أتوقعه بعد الذي حصل، أثر نفسي يستحيل علاجه ربما، هذا هو الواقع وهذه حقيقة نادي مولودية البيض لمن يهمه الأمر".