جدد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اليوم خلال زارته لدولة الكيان مبايعة الحكومة النازية بتأكيده أن بلاده ستواصل مد الكيان الغاصب بالسلاح الذي يتقل به الأطفال.
الجنون ليس فقط في تل أبيب بل هو أيضا في واشنطن، فتتمادى إدارة بايدن لعب مسرحية هزلية تنم عن بقاء الغرب متشبثا بنظرته النمطية للفرد العربي الذي ينساق للعاطفة والكلام المعسول.
فأيام بعد تصريحات بايدن التي وصفت بـ"القوية" ضد النتن وحكومته لم نر شيئا ملموسا بل واصل الاحتلال همجيته النازية وواصل قصف المستشفيات والمنازل وتقتيل الأطفال.
فما قاله عجوز البيت الأبيض لم يكن سوى محاولة لتهدئة الشارع العربي لا غير، فالمساندة الدبلوماسية والعسكرية متواصلة ومرشحة بل مرشحة لتتضاعف، فالمعركة الدائرة بغزة عكس ما قد يظنه البعض أكبر من أن تكون مسلسل جديد في القضية الفلسطينية.
فطوفان الأقصى وما عصف معه أعلن بداية حقبة جديدة في العالم، فسيكون هناك ما قبل السابع أكتوبر وما بعده.
لذا لا تزال إدارة بايدن تقاوم سيل الانتقادات داخليا ودوليا من أجل دحر المقاومة في فلسطين وعلى ما يبدو ولو كلفها ذلك خوض غمار الحملة الانتخابية لعهدة ثانية لبايدن مع هذا الحمل الثقيل.
والخبر البارز اليوم أن وسائل إعلام أمريكية أفادت أن بايدن عبر لمستشاريه أنه مستاء من تارجع شعبيته في استطلاعات الرأي، والأكيد أن مساندته المطلقة لجنون النتن ياهو من بين الأسباب.
المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني أخلطا حسابات الجميع، فظن بايدن ومستشاريه أن العملية العسكرية لن تدوم طويلا وستنتهي بقهر حماس، لكن بعد أكثر من 73 يوما لم يقدم جيش الاحتلال أي انجاز يذكر عدا تقديم قائمة مناوبة طبية على أنها مناوبة لمقاتلي حماس وفتح النار على جدار ما أضحك الجميع.
بل أن هذا الجيش فتح النار على 3 من أسراه كانوا يرفعون العلم الأبيض ويتحدثون بالعبرية.
حتى إعلاميا لم يستطع جيش الاحتلال مقارعة، ففي حين تنشر هذه الأخيرة فيديوهات مثيرة لعملياتها تظهر ما تقوم به فعلا من استهداف وتدمير لآليات العدو وجنوده، تبدو فيديوهات جيش الاحتلال أنها ومضات إشهارية لحملة توظيف في صفوفه.
فنرى جنود كيف يستعملون درونات وتارة أخرى وهم يطلقون النار ضد جدران ونخيل وأهداف غير معلومة.
دليل آخر عن مدى سفالة التأييد الأمريكي، قول الخارجية الأمريكية أنها لم تر أي دليل يثبت أن الصهاينة يستهدفون الصحفيين، في حين أن وائل الدحدوح صحفي قناة الجزيرة قال أنه تم إعلام الاحتلال عن مكان تواجدهم رفقة الشهيد سامر أبو دقة، غير أنه تم قصف المكان ومنع الدفاع المدني من إسعاف مصور القناة الذي ظل ينزف دما طيلة 5 ساعات.
التاريخ سيكتب أمورا كثيرة عن كل ما تعرضت له غزة خلال قرابة عقدين من الزمن، لكن هذه المرة سيكون لها مجلد خاص، وسيكون أول سطر فيه أمريكا شريك وفاعل في هذه الجريمة.