تكتيك أسطوري لجماعات صائدي الدبابات

38serv

+ -

طورت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مجموعة من التكتيكات القتالية في مواجهة آلة الحرب الصهيونية ونجحت في تدمير عدد كبير من الدبابات وعربات القتال المدرعة الإسرائيلية، باستعمال تكتيكات معروفة وأخرى غير معروفة بالنسبة للخبراء العسكريين، وهذا ما جعل الجيش الصهيوني في حالة عجز كامل في الحرب البرية.

اعتمدت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام في مواجهة الجيش الصهيوني تكتيكات حرب المدن وتكتيكات حرب المشاة ضد الدبابات وأيضا أساليب القتال القرب ضد الدبابات والعربات المدرعة. وأثبتت الحرب الحالية أن المجموعات المقاتلة التي تظهر في مقاطع الفيديو الخاصة بتدمير العربات الإسرائيلية بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة فعلت ما يسمى في العلم العسكري مجموعات صائد الدبابات، وهو التكتيك الذي اشتهر في حرب أكتوبر 1993 بين مصر وإسرائيل في صحراء سيناء، والحقيقة الثابتة هي أن المقاومة الفلسطينية برعت في عمليات قنص الدبابات والعربات المدرعة بمزيج من تكتيكات حرب الجيوش التقليدية وحرب العصابات. وتكشف مقاطع الفيديو التي نشرتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أن مجموعات القتال التي تستهدف الدبابات الصهيونية تتشكل من عدد لا يزيد عن 5 أو 6 مقاتلين، لكل عنصر من عناصر مجموعة القتال هذه مهمة.

فبينما يتكفل 2 أو 3 مقاتلين بحماية صائد الدبابات، باستعمال الأسلحة الرشاشة والتغطية على انسحابهم في حالة إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي، يقوم 3 مقاتلين بإطلاق قذائف صاروخية مضادة للدبابات من فئة الياسين على العربات المدرعة والدبابات من مسافة لا تتعدى 80 مترا من أجل إحداث إصابة مباشرة في العربة أو مجموعة العربات، وفي حالات أخرى تقوم المقاومة بزرع عبوات ناسفة شديدة التدمير في مواقع حساسة في الدبابات والعربات المدرعة.

وتكشف عملية التدقيق في مقاطع الفيديو القصيرة أن المقاومة تستهدف بالأساس العربات المدرعة وتتجنب استهداف الدبابات، ليس بسبب قوة الدبابات النارية المعتمدة على مدافعها القوية ورشاشاتها كثيفة النار، بل من أجل تحقيق أكبر عدد ممكن من الإصابات وسط الجنود والضباط الإسرائيليين من جهة ولبث الذعر وسط الجيش الصهيوني، وهذا أمر طبيعي جدا في حسابات الحرب. ويقوم عنصر من عناصر مجموعة صائدي الدبابات بمهمة استطلاع الموقع ومتابعة تحرك القوات الصهيونية من مكان مخفي ويرشد زملاءه إلى مكان رتل العربات الصهيونية بإشارات أو أصوات متفق عليها، ويتم الانسحاب بسرعة كبيرة من الموقع حتى لا تتعرض مجموعة صائدي الدبابات للقصف بالطائرات الحربية أو العمودية أو المسيرة، وهذا ما دفع ضابطا إسرائيليا كبيرا لوصف المواجهات الحالية في غزة بأنها حرب ضد الأشباح.

وتعتمد مجموعات صائدي الدبابات الفلسطينية على أسلحة بسيطة، لا يمكن أبدا أن تقارن مع آلة الحرب الصهيونية، فبينما يصل سعر الدبابة أو عربة القتال المدرعة الإسرائيلية إلى 130 مليون دولار لا تتعدى قيمة السلاح المستعمل في المواجهة بضع مئات من الدولارات، لأن 80 بالمائة من الأسلحة المستعملة في المواجهة هي أسلحة مصنعة محليا وأسلحة كلها قديمة.

 

كلمات دلالية: