توصل باحثون إلى أن القيلولة أثناء النهار يمكن أن تساعد في الحفاظ على القوة الذهنية لكبار السن، عن طريق تقليل انكماش الدماغ.وفي حين أشارت الأبحاث السابقة إلى أن القيلولة الطويلة يمكن أن تكون من الأعراض المبكرة لمرض ألزهايمر، فقد كشفت أبحاث أخرى أن الغفوة القصيرة يمكن أن تحسن قدرة الناس على التعلم.ويقول الباحثون الآن إنهم وجدوا أدلة تشير إلى أن القيلولة قد تساعد في الحماية من انكماش الدماغ.ويوضح الفريق أن هذا أمر مثير للاهتمام، حيث إن انكماش الدماغ، وهي عملية تحدث مع تقدم العمر، تتسارع لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الإدراك وأمراض التنكس العصبي، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن هذا قد يكون مرتبطا بمشاكل النوم.ويتقلص الدماغ بنسبة 0.2 إلى 0.5% سنويا بداية من سن 35، وأكثر من 0.5% بعد سن الستين، وهو ما يساهم في زيادة خطر التعرض للضعف الإدراكي والخرف.لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الذين يأخذون قيلولة بشكل معتاد أثناء النهار لديهم حجم دماغ أكبر، ما يعني أن أدمغتهم قد تتقلص بشكل أقل بمرور الوقت، وهو ما قد يساعد على تجنب الخرف.واستخدم الباحثون في جامعة كوليدج لندن بيانات من 378932 بريطانيا، من البنك الحيوي في المملكة المتحدة Biobank، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما.وبشكل عام، وجد الفريق ارتباطا بين الاستعداد الوراثي للقيلولة المعتادة أثناء النهار وحجم الدماغ الأكبر الذي يعادل 2.6 إلى 6.5 سنة أصغر في المتوسط، مقارنة مع الذين لا يأخذون قيلولة بشكل معتادة، على الرغم من عدم وجود علاقة مع الأداء المعرفي مثل أوقات رد الفعل.وقالت الدكتورة فيكتوريا غارفيلد، من وحدة MRC للصحة والشيخوخة في جامعة كاليفورنيا، وكبيرة مؤلفي الدراسة التي نشرت في مجلة Sleep Health: "بالنسبة لبعض الناس، قد تكون القيلولة القصيرة أثناء النهار جزءا من اللغز الذي يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ مع تقدمنا في السن. آمل أن تساعد هذه الدراسة في تقليل وصمة العار التي ما تزال قائمة حول القيلولة أثناء النهار".ويقترح الباحثون أن الغفوة القصيرة لمدة أقل من 30 دقيقة في وقت مبكر من بعد الظهر هي الأفضل.وقالوا إن هذه الممارسة يمكن أن تحمي الدماغ من التدهور الناجم عن عدم النوم الكافي في الليل.ولم تجد الدراسة الجديدة أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة بانتظام قدموا أداء أفضل في اختبارات الذاكرة المرئية، أو كانوا أسرع عقليا، لكن لديهم حجما أكبر للدماغ، وهو ما قد يعني أن القيلولة تسمح للناس بالتعويض عن النوم الحيوي، والذي يمكن أن يكون أقل جودة بعد منتصف العمر.ومن المعروف أن النوم مهم للغاية لحماية الدماغ من آثار الشيخوخة، وأن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالأمراض. لكن العلم حول فوائد القيلولة مختلط، حيث وجدت بعض الدراسات أنها علامة على اعتلال الصحة.ولم يتضح من الدراسة كم من الوقت، أو كم مرة، يجب أن يأخذ الناس قيلولة للحصول على الفوائد.وقارنت دراسة الدكتور غارفيلد حجم مادة الدماغ لدى الأشخاص الذين جعلهم حمضهم النووي أكثر أو أقل عرضة للقيلولة أثناء النهار.ويشير الحجم الأكبر للدماغ إلى أنه أكبر وأثقل ومليء بالأعصاب الحيوية، ما يقلل من خطر الإصابة بالخرف.ووجدت الدراسة أن الذين أخذوا قيلولة لديهم حجم دماغ أكبر بنسبة 1.3% في المتوسط.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات