الإعلان التاريخي عن تأسيس جبهة البوليساريو.. جاء تتويجا لمسار طويل من المقاومة

38serv

+ -

أكد رئيس الجمهورية الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أن الإعلان التاريخي عن تأسيس التنظيم الوطني الثوري الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 10 ماي 1973، جاء تتويجاً لمسار طويل من المقاومة الوطنية التي خاضها الصحراويون دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.

وأضاف غالي، في الكلمة الرسمية للإحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لتأسيس جبهة البوليساريو وإندلاع الكفاح المسلح، أنه في بيانها التأسيسي جعلت الجبهة خيار الكفاح المسلح في مقدمة الأولويات، كقرار حاسم ورد صارم على تعنت وغطرسة القوة الاستعمارية الإسبانية، واستخفافها بمطالب الشعب الصحراوي السلمية المشروعة.

"إضافة إلى الرد العاجل على المذبحة التي ارتكبتها السلطات الاسبانية ضد أبناء شعبنا في انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، فإن تحليلاً عميقاً للواقع الوطني والجهوي والدولي، والمخاطر المحدقة بشعبنا وبوطننا، كلها تفسر المدة الوجيزة الفاصلة بين التأسيس واندلاع الكفاح المسلح، نتيجة لتلك الرغبة الجامحة لدى الرعيل المؤسس للانتقال بالثورة في أسرع وقت إلى مراحل الفعل النشط المؤثر، ومن ثم الانتشارالواسع للوعي الثوريفي أوساط الجماهيرالشعبية"، يؤكد إبراهيم غالي.

وتجسيدا لذلك، يقول الأمين العام لجبهة البوليساريو، جاء اندلاع الكفاح المسلح، لتكون انطلاقته الفعلية هي عملية الحنكة التاريخية في مثل هذا اليوم من شهر ماي 1973، لتتواصل العمليات العسكرية ضد الاستعمار الاسباني، مما فرض عليه، بعد الهزائم التي مني بها، الدخول في مفاوضات مع الجبهة، تمخضت عن التوصل إلى اتفاقيات تسليم السيادة للشعب الصحراوي، بل وتم في مرحلة تالية تبادل الأسرى بين الطرفين الصحراوي والإسباني. غير أن إسبانيا الاستعمارية نكثت بوعودها وتنكرت لها، بل إنها أمعنت في خيانتها من خلال اتفاقيات مدريد التقسيمية الثلاثية مع المملكة المغربية والنظام الحاكم في موريتانيا آنذاك، الأمر الذي فرض على الجيش الصحراوي أن يواجه تحدياً جديداً وصعباً، بشجاعة واقتدار، وأن يتكيف مع التطورات التي فرضت عليه الدخول في مواجهة مع ثلاثة جيوش، مع نهاية سنة 1975.

وأشاد رئيس الجمهورية بهبة الجماهير الصحراوية انذاك، في كل مواقع تواجدها، حيث كانت في الموعد، وكلها استعداد وتأهب، وسرعان ما التقطت الرسالة، وآمنت بمشروع الجبهة وتبنت مبادءها وأهدافها. وهكذا التحق الشبان والرجال من كل حدب وصوب، زرافات ووحداناً، بتجمعات الثوار، وبدأ الانخراط يتسع شيئاً فشيئاً في خلايا التنظيم الوطني الثوري داخل الوطن وفي دول الجوار وفي الخارج.

وأشار إبراهيم غالي إلى أنه كان على الجبهة أن تسابق الزمن والمخاطر المحدقة والتطورات المتلاحقة والمؤامرات التي كانت تستهدف إجهاض المشروع الوطني مبكراً، فكانت الجماهير في مستوى التحدي، وانتشر المد الثوري بسرعة وسلاسة. و، في ظرف وجيز، يضيف غالي، أصبحت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب القوة السياسية الأولى على التراب الوطني الصحراوي، فيما كان جيش التحرير الشعبي الصحراوي يكبد المستعمر أفدح الخسائر من خلال عمليات نوعية متزايدة، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ عمليات قلب الحمار، آكجيجمات، حوزة، التفاريتي، وغيرها.

وبروح نضالية متقدة، وفكر مستنير، وعبقرية فذة، وفهم شامل لمتطلبات المرحلة واستشراف موفق للتحديات، يضيف رئيس الجمهورية في كلمته، وضعت الجبهة، بقيادة مفجر الثورة، الشهيد الولي مصطفى السيد، أهم الركائز لضمان الاستمرارية والانتصار. وبعد تأسيس جيش التحرير الشعبي الصحراوي، القوة الضاربة للثورة، جاءت محطات محورية وحاسمة، في مقدمتها إعلان الوحدة الوطنية وتأسيس المجلس الوطني الصحراوي المؤقت وقيام الجمهورية الصحراوية، ومن ثم تنظيم الإدارة الوطنية وتطوير البناء التنظيمي والمؤسساتي للحرطة والدولة، والشروع في مزاوجة، فريدة في تاريخ حركات التحرر، بين مهمتي التحرير والبناء.