عندما يفتري الطيب البكوش على الجزائر

38serv

+ -

أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، أمس، أن الجزائر هي العضو الوحيد الذي لم يبادر يوما بطلب تجميد أنشطة المؤسسات المغاربية، عكس افتراءات الأمين العام لاتحاد المغرب العربي المنتهية ولايته.

ورد المسؤول الذي لم يذكر اسمه على تصريحات أخيرة أدلى بها الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش قبل أيام لقناة "فرانس 24"، وجاء في تصريح للناطق الرسمي: "يواصل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي المنتهية ولايته سقطاته الإعلامية، محاولا، عبثا، تضليل الرأي العام المغاربي وتزييف الحقائق بتحميل مسؤولية تعثر البناء المغاربي إلى الجزائر، العضو الوحيد في الاتحاد الذي سبق وأن صادق على جميع الاتفاقيات المبرمة في إطار اتحاد المغرب العربي منذ إنشائه، مع الدعم اللامشروط لأنشطة كافة المؤسسات المغاربية ومشاريعها الاقتصادية والاجتماعية الثقافية، والذي لم يبادر يوما بطلب تجميد أنشطة المؤسسات المغاربية".

وكان البكوش قد اتهم قبل أيام الجزائر بعدم دفع اشتراكاتها في الاتحاد المغاربي منذ عام 2016، وأكد أنه راسل الدول المنضوية في الاتحاد بشأن انتهاء ولايته وتعيين أمين عام جديد.

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية: "إن الأمين العام السابق يؤكد مجددا، من خلال خرجاته الإعلامية التضليلية المدانة، بأنه لا يرتقي إلى مستوى المسؤولية والثقة التي وُضعت في شخصه، وهو الذي بتصريحاته الافترائية وتصرفاته غير القانونية يتخذ مواقف تعارض كلية مبادئ وأهداف المنظمة المغاربية، التي يدعي زورا أنه لا يزال قائما على أمانتها العامة الافتراضية".

وخلص الناطق الرسمي في تصريحه إلى أن "الجزائر ستبقى متمسكة بإرادتها القوية في إصلاح مسار بناء الاتحاد المغاربي، وتحقيق التطلعات المشروعة لشعوبه التواقة إلى تنشيط العمل المغاربي على أُسس واضحة وجامعة ودون أي شروط مسبقة".

وقبل أسبوعين، استنكرت الخارجية في بيان لها تعيين الأمين العام للاتحاد المغربية أمينة سلمان ممثلة دائمة للمنظمة لدى الاتحاد الإفريقي. واعتبرت الجزائر قبول الاتحاد الإفريقي اعتماد سلمان "غير مسؤول وغير مقبول"، ولا يدخل "ضمن صلاحيات" رئيس اتحاد المغرب العربي، التونسي الطيب البكوش، الذي انتهت ولايته دون إمكان تمديدها.

وجاء في البيان: "تعرب الجزائر عن استغرابها العميق إزاء القرار المتهور والطائش لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى محمد فقي بقبول ما يسمى بأوراق الاعتماد من دبلوماسية مغربية تقدّم نفسها زورا على أنها الممثلة الدائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الإفريقي".

واعتبرت الجزائر أن البكوش يسعى من خلال هذا الافتراء المتكرّر إلى "خدمة أجندة البلد الذي يستضيفه"، بما أن مقر الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي يقع في الرباط.

 

المغرب يغرّد خارج السرب

 

وقال المحلل السياسي شاكر محفوظي "إن هذه المشكلة تبين مدى هشاشة هذه الهيئات وحاجتها الماسة إلى مراجعات وإصلاحات عميقة".

وأضاف في تصريح لـ "الخبر" أنه "في الوقت الذي كان ينبغي أن تنخرط كل البلدان المغاربية ضمن هذا المسعى، يغرد المغرب وحده خارج السرب، ويواصل سياساته المفضوحة في شراء الذمم وإرشاء المسؤولين والسعي للسيطرة على الهيئات الإقليمية، من خلال أساليب ملتوية ومفضوحة كما بينت ذلك فضيحة إرشاء برلمانيين أوروبيين". وتابع: "لا أدري أية قيمة مضافة يجدها المغرب في إفساد المزيد من آليات العمل المشترك المهترئة أساسا، وتشويه مساراتها عبر شراء الذمم، وما حصل مع الأمين العام للاتحاد الذي لم يلتزم حتى بسياسة بلده تونس، وداس على الأعراف الدبلوماسية وعلى القوانين الناظمة لهذه الهيئة المغاربية، وينسحب كذلك على موسى فقي الذي يقفز مرة أخرى على القوانين ويوضح بأنه أداة في يد اللوبي الصهيو مغربي، فبعد محاولته اليائسة إقحام الكيان الصهيوني وفرضه كأمر واقع في الاتحاد الإفريقي، يحاول مرة أخرى الدخول على خط مشاكسة الجزائر، من خلال نافذة الأمين العام بالنيابة التي لا أساس لها في النصوص الناظمة للاتحاد لاعتماد دبلوماسية مغربية ممثلة لدول لم تخترها بطريقة غير قانونية".

وشدد المتحدث أن "السقطات الإعلامية المتتالية للأمين العام ضد الجزائر، المنافية كلية لمبادئ وأهداف المنظمة المغاربية، توضح حجم تورطه لصالح المغرب، وبأنه لا يرقى إلى مستوى المسؤولية والثقة التي وُضعت في شخصه، كما توضح الدور الهدام الذي يقوم به المخزن المغربي تنفيذا لأجندات أجنبية تسعى لتقويض أية فرص حقيقية لتكامل فعلي بين الشعوب المغاربية، فضلا عن دوره التخريبي في الهيئة الإفريقية التي ما فتئ يطرق كل السبل من أجل زعزعة استقرارها منذ التحاقه بها مجددا في 2017".

وعن مستقبل هذه الهيئة، يرى المحلل السياسي أنه "قد تجاوزها الزمن، وباتت رهينة أجندات أجنبية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، خاصة بعد انكشاف التحالف المغربي الصهيوني وخروجه إلى العلن، ورغم حرص الجزائر الدائم على إنعاش هذا الاتحاد وإعادة الروح له، والتزامها التام رغم كل ما عانته بالمضي قدما في المشروع التكاملي المغاربي، أعتقد أنه بات من الضروري التفكير في مشروع تكاملي تقوده الجزائر مع الدول التي تتقاسم معها نفس الرؤية ونفس التوجهات، وتجنب إهدار مزيد من الوقت والجهد في مشروع يكاد يكون ولد ميتا."