يسعى المسلم في شهر رمضان المعظم لأن يزيد من رصيد حسناته، مبتغيا بذلك الأجر الجزيل من الله عز وجل. ويعدّ العمل التطوعي أحد المجالات التي سعى الإنسان من خلاله إلى صنع الخير لمن حوله، وإلى الإحسان لكل شيء.فرمضان شهر البر والإحسان والجود والكرم والإنفاق، يقول الله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} البقرة:184، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلّى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” متفق عليه.ويعدّ العمل التطوعي مبادرة ذاتية من المتطوّع لتقديم عمل خيري أو خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعا، لوجه الله تعالى دون مقابل، للإسهام في نفع الآخرين، سواء أكانوا أفرادا أو مجتمعا، وهو من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها شرعنا الحنيف وندب إليها، قال الله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} البقرة:184، ذلك لما يترتب عنه من نفع الخلق وقضاء حوائجهم.ولقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين، فقال عنهم: {إنّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَفِي أمْوَالِهِمْ حَقّ لِلْسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} الذّاريات:16-19. ووعد سبحانه بالإخلاف على من أنفق في سبيله، فقال: {وَمَا أنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ} سبأ:39. ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافا كثيرة، فقال: {مَنْ ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} البقرة:245.قال النبي صلّى الله عليه وسلم: “وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربا، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا” رواه البيهقي. وقال صلّى الله عليه وسلم: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة” رواه الحاكم.وقد عدّ النبي صلّى الله عليه وسلم العمل التطوّعي في صورة إماطة الأذى شعبة من شعب الإيمان، كما جعله سببا من أسباب دخول الجنة في صورة قطع الشجرة التي كانت تؤذي المسلمين في الطريق، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان” متفق عليه، وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: “لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين” رواه مسلم.وتتعدّد الأعمال التطوعية في شهر رمضان الفضيل، سواء تعلقت بالعمل الفردي أو الجماعي، منها: التصدق على الفقراء والمساكين، المساهمة في إعداد موائد الرحمن التي تنتشر خلال الشهر الفضيل لإفطار الصائمين، اتباع الجنائز، تنظيم زيارات للمرضى ودور المسنين ودور الأيتام والتواصل معهم، تنظيف الأحياء من القاذورات المنتشرة في كل مكان... وغير ذلك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات