+ -

 ”جمعة الحَسم”.. هكذا أسماها أو على الأقل أرادها الكثير من الجزائريين، ممن قرّروا المشاركة اليوم في ثالث مسيرة أسبوعية يُنتظر تنظيمها في مُختلف ولايات الوطن، رفضا لعهدة خامسة للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، كما سيُميز هذه المسيرة تزامنُها مع العيد العالمي للمرأة، ما يعني تضاعف عدد النساء المشاركات فيها. على غرار الجمعتين الماضيتين، يستعد الجزائريون للخروج مرة أخرى للمناداة بتوقيف مسار ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعُهدة رئاسية خامسة، غير أنّ مسيرة اليوم يُميزها أمران اثنان: الأوّل زخم الأحداث التي وقعت خلال الأسبوع، أهمها إيداع الرئيس بوتفليقة لملف ترشحه لعهدة رئاسية خامسة خلافا لما كان مُتوقَعًا أو مأمولا من طرف الجزائريين الذين راهنوا على الاحتجاجات التي شنوها من أجل وقف هذه الخطوة. تلك الخطوة التي شكلت للكثيرين الصدمة جعلتهم لا ينتظرون جمعة أخرى، بل خرجوا في مظاهرات سلمية ليلية مباشرة عقب قراءة رسالة الترشح من طرف مدير حملة بوتفليقة عبد الغني زعلان، للتعبير عن سخطهم مما أسموه ”إدارة السلطة لظهرها لمطلبهم المشروع”، كما تلا هذا الترشحَ خروجُ مئات الآلاف من الطلبة إلى الشارع في مسيرتين، نظمت الأولى يوم الأحد، وذلك للضغط على المترشح بوتفليقة ليعدل عن الترشح، والثانية يوم الثلاثاء المنصرم، خاصة في ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائر، حيث التحق الطلبة بقوة بالحراك الشعبي الموحد.أما الأمر الثاني الذي يُميّزُ جمعة اليوم فهو تزامنها مع العيد العالمي للمرأة، فحتى النساء اللائي لم يشاركن في المسيرتين الماضيتين قررن الخروج وإسماع أصواتهن هذه المرّة، ودعَين بعضهن على صفحات التواصل الاجتماعي من أجل المشاركة بقوة لتلبية ”نداء الوطن”، وليكون لهنّ موقف سيبقى خالدا، على غرار موقف أمهاتهن وجداتهن إبّان الثورة التحريرية.وسيحرص الجزائريون اليوم أيضا على أن لا يُخرِجوا مسيرتهم عن طابعها السلمي، وينبذوا أي مُحاولة من أيّ كان، لتشويهها بالتسبب في حوادث عنف أو تجاوزات قبل أو أثناء أو بعد انتهائها، خاصّة بعدما نجحت المسيرتان الأوليان في أن تكونا مثالا للاحتجاج السلمي الذي لا يكون هدف من ورائه سوى إسماع صوت الآلاف بل الملايين من الجزائريين إلى السُلطة، ولأن الجزائريين خاصة واعون بأن العنف لا يمكن أن يكون وسيلة لإبلاغ صوتهم بل قد يتسبب في إفساد هذه الفرصة.كما يأمل الجزائريون أن تكون مسيرة اليوم حاسمة، لا تُدير السُلطة لها ظهرها، وتجعل المترشح عبد العزيز بوتفليقة يتراجع عن الترشح لعهدة رئاسية خامسة، خاصة أن مطلب المحتجين واحد وموحد شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ولا تلفه أيّ مطالب أخرى جهوية، وعليه لا يمكن للسلطة أن تتجاهله طويلا.وقد شارك مئات الآلاف الجمعة قبل الماضية 22 فيفري 2019 في مسيرة جابت مختلف ولايات الوطن، عبروا فيها عن رفضهم لترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة. ونفس المطلب، ولكن بأعداد فاقت المليون، تبناه المواطنون خلال الجمعة الماضية 1 مارس 2019، خاصة أنها كانت تسبق موعد إيداع ملفات المترشحين على مستوى المجلس الدستوري الأحد الماضي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات