+ -

احتمالات قوية أن يقوم الرئيس بوتفليقة بالانتقام من أحزاب التحالف على طريقته الخاصة، بأن يرفض الترشح مرة أخرى.. وإرجاع الأمانة التي استلمها من الجيش قبل 20 سنة إلى صاحبها، وبالتالي الانتقام من هذه الأحزاب التي عاشت تقتات من مائدة الرئيس وتناور ضده وتمارس الفساد والرداءة، وتسجل ذلك على حساب الرئيس وحده.بدأت الصفوف تتمايز.. فالقلاقل التي حدثت في البرلمان بسبب الأرندي والأفالان، والقلاقل الأخرى التي حدثت في قيادة الأفالان وأدت إلى تعطيل القيادة بالكامل، وكذلك القلاقل التي يشهدها الأرندي.. كل ذلك أدى إلى أن أكثر من ثلثي قسمات جبهة التحرير هي الآن مغلقة، ولا يمكن أن تشارك بأي شكل من الأشكال بصورة فعالة في الرئاسيات القادمة.أحزاب التحالف بدأت تتململ، فاجتماع اليوم في القاعة البيضوية يعرف مشاكل في تنظيمه بين الأحزاب المتحالفة والأفالان والرئاسة، فالأحزاب المتحالفة مع الأفالان ترفض أن تجتمع تحت راية الأفالان، وتطالب بأن يجرى الاجتماع تحت قيادة الرئاسة، مع ما في ذلك من خرق للدستور، ووصل الأمر إلى أن أحزاب التحالف لا تستطيع حشد العدد المطلوب في القاعة من ولاية الجزائر، ولهذا عمدوا إلى صرف أموال كبيرة في جلب الشعب بالحافلات من الولايات الداخلية! قد يصل العدد المجلوب للاجتماع إلى 90% ! وهذا دلالة كافية على الصعوبات التي تواجهها فكرة العهدة الخامسة، وهي صعوبات قد تزيد من قناعة الرئيس بأن لا يغامر بالترشح، وهو يعرف أن الجهاز الوطني للتزوير الذي كان يعتمد عليه في رفع شبه المشاركة في الرئاسيات، هذا الجهاز لم يعد عمليا، بالإضافة إلى أن الأموال التي كانت متاحة لشراء السلم في السباق، لم تعد أيضا متاحة، سواء عند الخواص أو في صناديق الدولة، إضافة إلى أن نوعية الأحزاب والأشخاص الذين جندوا لحملة الرئيس، لا يشجعون الرئيس على الترشح، فسلال وأويحيى وغول وبن يونس وجودهم في الحملة كاف كي تكون المقاطعة عالية جدا، ومشكلة محيط الرئيس مع الجيش لا تسمح بأن يكون الجيش كما كان من قبل، قاعدة انتخابية للرئيس، فإذا لم يترشح الرئيس، كما هو متوقع، وبالنظر إلى نوعية المترشحين حتى الآن، فإن عدم إجراء الانتخابات يصبح هو الحل، ولعل هذا ما يجري الآن الدفع إليه بجدية، وهي الصيغة المثلى لإعادة الرئيس الأمانة إلى أصحابها.النظام لم يعد يتحكم كما يجب في التزوير، والقلاقل التي ضربت المؤسسة العسكرية والواجهة السياسية للبلاد، رفعت من منسوب الغضب الشعبي، وإمكانية رفع منسوب المقاطعة ستكون واردة، خاصة وأن محتوى الحملة سيكون قد تراجع هذه المرة، وأن الشعب والشباب أصبح لا يخاف السلطة في ظل وجود الأنترنت[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات