ضعف المواقف قد يغري دولا أخرى لنقل سفاراتها

+ -

يرى د. جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والمختص في الشأن الفلسطيني، أن ضعف الموقف ازاء نقل السفارة الأمريكية الى القدس، سيغري دولا أخرى لفعل نفس الشيء.

ماذا بعد فرض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وجعله أمرا واقعا؟ سأتحدث هنا بما هو واقع لأن ما أتمناه شيء مختلف، وسؤالك معناه أنه وللأسف الشديد وفي ظل التهافت في المعادلة الفلسطينية ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللعب على المسارات مع حركتي حماس وفتح وقيادات السلطة من ناحية أخرى، قد نشهد بعد إتمام عملية نقل السفارة محاولات الضغط على السلطة الفلسطينية للعودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، لأن ما نشاهده الآن في قطاع غزة من أنباء يشير إلى اتفاق على تهدئة طويل المدى مع حماس وفتح، وبالتالي ما أريد أن أقوله إن عدم التجاوب مع الجهود المصرية لإنهاء الانقسام وعودة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة يرفعان من التكلفة المتوقعة من هذا الإجراء غير القانوني الذي أقدمت عليه أمريكا، هذا أولا، وأتصور أنه وللأسف الشديد رغم ضخامة الحدث ورمزيته إلا أن الديناميكيات الإقليمية، لاسيما ما يتعلق بتطورات الملف الإيراني وغيرها، سوف تقلل كثيرا من الاهتمام بتداعيات القضية الفلسطينية اللهم إلا إذا انتصرت جماهير الشعب الفلسطيني إلى حقوقها وامتلكت زمام المبادرة. الأمر الثالث، بالتأكيد قد نشهد محاولات من قبل قيادات السلطة لشق مسار مختلف والدعوة إلى مؤتمر دولي والذي كان الرئيس أبو مازن قد ألمح إليه في وقت سابق، وتدويل الصراع والتحرك نحو الأمم المتحدة والانضمام نحو المزيد من المنظمات، لكني لست متأكدا من مدى نجاعته بالنظر لضخامة الخطوة، وأنا أتصور أن ضعف المواقف الفلسطينية والعربية في النهاية قد يغري بعض الدول الأخرى، لاسيما الصغيرة، أن تقوم بما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: