كم من الوقت يمكن للإنسان أن يبقى مستيقظاً؟

+ -

الطريقة التي نمضي بها في حياتنا تثير الدهشة، فعند بلوغ المرء 78 عاما، يكون قد قضى تسع سنوات من عمره في مشاهدة التليفزيون، وأربع سنوات في قيادة السيارة، و92 يوماً في دورة المياة،لكن النشاط الإنساني الذي يستهلك الوقت الأطول من كل النشاطات السابقة هو النوم. حيث يبلغ مقدار ما كان يقضيه شخص في مثل ذلك العمر في النوم ما يقرب من 25 عاماً. ولو تمكنا بالرجوع إلى سنوات ذلك العمر التي مضت، فسوف نسأل: كم من الوقت نستطيع البقاء مستيقظين، وما هي النتائج التي يمكن أن تترتب على البقاء بلا نوم؟

لم يستطع البحث الإجابة عن سؤال يتعلق بالمدة التي يستطيع فيها الإنسان البقاء دون نوم، وهنالك إدراك فعلي خارج حالات الدراسة العلمية لحتمية موت الأشخاص بعد إمضاء فترات من عدم النوم على الإطلاق.وذكرت إحدى الدراسات التي تناولت اختبار قدرة الفئران على تحمل حرمانها من النوم، أن حيوانات التجارب ماتت في غضون 11 إلى 32 يوما.وتجدر الإشارة هنا إلى مرض الأرق الوراثي المميت، وهو مرض نادر من أمراض البرايون يصيب الدماغ وينتقل وراثيا، وبمجرد أن تظهر لدى الأفراد أعراض المرض بدءا من الأرق، يبدأ هذا بالتطور سريعا لتظهر أعراض أخرى تشمل الهلوسة وفقدان الوزن وأخيرا الخرف قبل الموت.ويذكر أن الحالة الأكثر شيوعا لهذا المرض النادر، هي وفاة مايكل كورك بعد 6 أشهر من فقدانه ملكة النوم. وكما هي الحال مع التجارب السريرية على الحيوانات، من الصعب جدا تحديد ما إذا كان الحرمان من النوم هو السبب النهائي للموت بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الأرق الوراثي المميت (Fatal familial insomnia-FFI)، لذا لا يمكننا اعتبار مدة الـ 6 أشهر مثابة الرقم الفعلي للمدة التي يستطيع الإنسان بقاءها دون نوم قبل أن يموت.في نهاية المطاف، لم يتوصل العلم إلى تحديد مدة ثابتة، ولكن بدأ الباحثون بالفعل تحقيق تقدم في فهم أهمية وظائف النوم.وتدل الأبحاث على أن ليس من الحكمة تجاهل حاجتنا للنوم، مع وجود الكثير من الآثار السلبية للحرمان من النوم الجزئي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات