+ -

 أفادت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بأن الجزائر تعيش ظروف حرب بفعل التطورات “الخطيرة” على الصعيد الاجتماعي والأوضاع الإقليمية الملتهبة، واستغربت انشغال الساحة السياسية في الحديث عن الانتخابات رغم أن الجزائر “تعيش ظروف حرب”.قالت حنون، في ندوة صحفية عقدتها أمس بالعاصمة، إن حزبها لديه انشغالات تختلف تماما عما يتم تداوله حاليا على المستوى السياسي. وذكرت أن مسألة الانتخابات ليست واردة تماما في أجندته، لأنه يعتقد أن “الانشغال الرئيس ينبغي أن ينحصر في الحفاظ على الأمة والجمهورية عبر توقيف الآلة الكاسحة لتجنيب البلاد فوضى الربيع العربي المزعوم”.وأوضحت حنون أنه لكي تكون انتخابات في ظروف عادية يجب أن تتوقف سياسة “الحرب الجهنمية” التي يشنها أصحاب القرار في البلاد على الطبقات الهشة والضعيفة في المجتمع، مشيرة إلى أنه لا يمكن إجراء انتخابات في ظروف حرب، حيث أن الجزائر من الناحية الاجتماعية صارت على أبواب نقطة القطيعة.واستفاضت الأمينة العامة لحزب العمال كعادتها في تعداد ما تعتبره “هجمة شرسة” على المكتسبات الاجتماعية للجزائريين، بداية بالإجراءات “اللاوطنية” و«اللاشعبية” التي جاء بها قانون المالية، ثم التخلي عن المكتسبات المحققة في مجال التقاعد بإلغاء التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، ومحاولة التفريط حتى في العطلة المرضية، وضرب مداخيل فئات ضعيفة جدا في المجتمع مثل المعاقين والنساء الماكثات في البيت، وإعطاء أرقام تضليلية في مجال البطالة، بينما الواقع أن نسب البطالة وصلت إلى مستويات مخيفة، بفعل غلق مجال الوظيف العمومي أمام الشباب.وقالت حنون إن الجزائر سائرة حتما إلى المواجهة، ولا أحد بإمكانه التنبؤ بكيفية تحول هذا الحراك العمالي المنتظر إلى حراك ثوري، داعية أصحاب القرار إلى الاعتبار مما جرى في مصر وتونس وما يجري اليوم من انقلابات في البرازيل وفنزويلا.وفي الجانب الاقتصادي، انتقدت حنون بشدة تأخر وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، في استعادة مركب الحجار رغم أن الشراكة تبين من اليوم الأول أنها كانت فاشلة وضد الاقتصاد الوطني. وقالت إن مركب الحجار تم استنزافه من شركة “أرسيلور ميتال” وهو يحتاج اليوم إلى إعادة اهتمام لتدارك الكوارث التي جاءت بها هذه الشراكة، سواء في المركب أو فيما يخص نهب مناجم تبسة.واتخذت الأمينة العامة لحزب العمال من تدهور الوضع الاجتماعي منطلقا للحديث عن الجدل المثار حول تنفيذ عقوبة الإعدام. وقالت إنه في “خضم الأوضاع الخطيرة تتزايد المآسي ويزيد التفسخ الاجتماعي على غرار اختطاف الأطفال، لكن هذا أبدا لا ينبغي أن يوظف لأغراض أيديولوجية”، في إشارة من حنون للتيار الإسلامي.وجددت حنون موقفها الرافض بالمطلق لتنفيذ عقوبة الإعدام في قضايا اختطاف الأطفال وغيرها، لافتة إلى أن الذي يسعى لمواجهة الجريمة بالانتقام يقر بأنه فشل في حل الأزمة. وأضافت أنه بدلا من طرح الأسئلة الحقيقية عما أوصلنا لهذه الدرجة، يغرق البعض في البحث عن الحلول الظلامية.وتابعت أنه لو كان الإعدام يوقف الجريمة لتوقفت في أمريكا التي تشهد جريمة في كل 20 ثانية، مشيرة إلى أن الحكم بالإعدام “لا عكوسي” أي لا يمكن تداركه، بينما الأخطاء القضائية لا تحصى. وانتهت بالقول: يكفينا ما يجري لحقوق الإنسان من انتهاكات، حتى نزيدها انتهاك الحق في الحياة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات