يعتبر المخرج نسيم بومعيزة، 29 سنة، أحد الشباب الجزائريين الذين يشقون طريقهم بثبات نحو تحقيق مكانة هامة في مجال الإخراج التلفزيوني والسينمائي، وهو يقدّم للعائلات الجزائرية هذا العام عملا جديدا بعنوان "سعيد 0015" رفقة الممثل كمال بوعكاز، وذلك على قناة الخبر "كاي بي سي"، التي قرّرت الرهان على الرؤية الإخراجية لنسيم بومعيزة خلال شهر رمضان، كما يحدّثنا المخرج الشاب في هذا الحوار عن العمل "سعيد 0015" وعشقه للإخراج منذ أن تلقى تكوينا في باريس وعمل في إنتاج وإخراج عدة أفلام وثائقية وفيديو كليبات وأعمال تلفزيونية مع قناة "أرتي" الفرنسية وعدة قنوات جزائرية.كيف جاءت فكرة سلسلة "سعيد 0015"؟ ترجع الفكرة في الأساس إلى الممثل كمال بوعكاز الذي أراد تقديم شخصية "السعيد" التي عرفها بها الجمهور الجزائري في عدة أعمال تلفزيونية. وقد سبق وأن تعاملت مع كمال بوعكاز من خلال سلسلة "حكايتكم" التي أخرجتها، وهذا ما ساعد على التواصل بيني وبين كمال، وقد اقترحت عليه ضرورة تطوير شخصية "السعيد" من خلال تقديمها بطريقة جديدة، لهذا تم وضع شخصية السعيد في قالب المحقق اليومي، فالسعيد هنا ليس شرطي، بل مواطن يحب اكتشاف كواليس حياة الجزائريين، أعتقد أن شخصية السعيد لم تفرض نفسها بشكل كامل في السابق، وهو ما يحتاج إلى وضعها في إطار جديد، من خلال إعطائها ملامح الفضولي والذكي الذي يفكّر كثيرا ويبحث بشكل استراتيجي بعيدا عن العنف، كنت دائما في البحث عن عمل عالمي يشبه السلسلة البريطانية التي يقدمها الممثل البريطاني الشهير "ميستير بين"، ولم أرد تكرار شخصية المفتش الطاهر، لأن التعامل معها أمر صعب وحساس.لماذا اخترت التصوير في الجزائر العاصمة وشوارعها الرئيسية؟ ولم لا؟ السؤال المطروح هنا بقوة لماذا لم نقم بتصوير أعمال في شوارع الجزائر العاصمة، على غرار ما تفعله الدول المجاورة، عندما نراقب الأعمال التونسية مثلا، نجد دائما ساحة "7 نوفمبر" الرئيسية في تونس حاضرة في كل الأعمال التلفزيونية، على عكس الجزائر يتجه المنتجين والمخرجين إلى المدن الداخلية من أجل تصوير "السيتكوم" وأعمال رمضان تحديدا، صحيح التصوير في شوارع العاصمة غير سهل وصعب ويحتاج إلى فلسفة في التعامل مع حركة المرور وحركة الناس والازدحام، بالنسبة لي عندما قمت بتصوير "سعيد 0015" بساحة أودان وديدوش مرادن لم أجد الكثير من الصعوبات، بل ستلاحظون كيف تعامل الناس معنا وشاركوا حتى في العمل بشكل عفوي.ماذا عن باقي الممثلين المشاركين؟❊اعتمدت على ممثلين شباب بالدرجة الأولى، منهم الممثل إيدير بن عبوش، الذي جسّد شخصية "محند" وهو الذراع الأيمن لكمال بوعكاز في السلسلة، كما نجد شخصية إسماعيل وهو المساعد الثاني ابن أخته وهو يجسّد ثقافة المحسوبية والمعريفة وكيف يتعامل معه السعيد بطريقة خاصة ويقدّم له الخدمات، وتجسّد الدور الثالث الممثلة وسيلة لعراجي، فقد كنت بحاجة لفتاة في السلسلة واخترت وسيلة لعراجي للموهبة التي تتمتع بها في التمثيل وأيضا لتناسبها مع الشخصية التي رسمتها للعمل، فقد ظهرت بشكل طبيعي ودون مساحيق (ماكياج) من أجل أن يكون الدور حقيقي.لماذا راهنت على "قناة الخبر"؟ سلسلة "السعيد 0015" هي مغامرة في مساري المهني، فالعادة تقوم شركات الإنتاج بتصوير الأعمال تحت طلب القنوات الخاصة أو العمومية، أما أنا فقد قررت التوجه إلى تصوير العمل كمنتج ثم البحث عن قناة تلفزيونية، وقد وجدت الترحيب من مدير قناة "الخبر" مهدي بن عيسى، الذي لديه طموح ويريد إنشاء قناة جزائرية جيدة، جاءتني هذه الفرصة وأنا كمخرج أبلغ من العمر 29 سنة. إعطاء الفرصة للشباب أمر غير معروف كثيرا في الجزائر، لا يمنحون الفرصة للجزائريين الشباب والكثير من المواهب الجزائرية اليوم التي تحتاج إلى الدعم، لهذا أقول دائما "ساعدوا الجيل الجديد"، صحيح برزت في السنوات الأخيرة أسماء شابة في عالم التمثيل والإخراج، ومن حقها أن تأخذ مكانتها مما جعلها محل اهتمام شركات الإنتاج، ولكن هناك الكثير من الشباب في الجزائر مظلوم وينظر إليه دائما بأنه كسول ولا يحب العمل، وهذا غير صحيح، فالشباب يحتاج فقط إلى الثقة والفرصة.كيف بدأت علاقة نسيم بومعيزة بالإخراج؟ شاركت وعمري 17 سنة في عملية "كاستينج" سلسلة "ناس ملاح سيتي"، وهو ما زاد من عشقي للإخراج، لأقرر بعد أن تحصلت على شهادة البكالوريا دراسة تخصص "المونتاج" في باريس، وهو ما أهّلني للعمل في قناة "آرتي"، ولكن كانت لي طموحات أكبر، عدت إلى الجزائر 2012، وأخرجت عدة أعمال منها "كاميرا كاشي" كليبات وأفلام وثائقية وشاركت في عدة أعمال كمساعد مخرج.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات