مواضيع مسابقة التوظيف تُخلط حِسابات المترشحين!

+ -

أربكت، أمس السبت، أسئلة مواضيع مسابقة التوظيف 2016 المترشحين الذين يقارب عددهم المليون على المستوى الوطني، حيث اعتبر البعض أنها “خارج الإطار” و”غير منطقية”. وقال آخرون بأنها “غير قادرة على انتقاء الأساتذة الأكثر كفاءة، أما المختصون في قطاع التربية، فانقسموا في شأنها بين مستغرب لنوعيتها ومتفاجئ من سُهولتها!  دخل الكثير من المترشحين لمسابقة التوظيف، في أول ساعة من الاختبار الكتابي في دوامة بعدما اطلعوا على نوعية الأسئلة المقدمة، والتي قالوا إنها خرجت عن الموضوع، وأنها غير موجّهة لهم بصفتهم حاملي لشهادات جامعية مقبلين على التدريس في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي) على غرار السؤال المتعلق بكيفية التعامل في حالة انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل أحد الأجهزة الكهرومنزلية في البيت.وقد أثارت هذه الأسئلة تعليقات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها البعض بأنها “مهزلة” لأنها غير ملائمة لمستوى المترشح، وأنها موجهة لتلاميذ في الطور الابتدائي، فيما قال آخرون بأنها تعبّر عن مستوى المدرسة الجزائرية.أما المختصون فانقسموا أيضا في شأنها، حيث يذكر مدير سابق لمدرسة حسين سكال ببلدية الدوس بولاية بسكرة، السيد حسين مغازي، أن مواضيع المسابقة من ناحية المضمون ليس عليها مآخذ، ذلك أن المعرفة أجزاء تُكمل بعضها البعض، فعندما يمتحن الطالب في موضوع حول مقدمة  ابن خلدون أو يُمتحن في بعض المعارف الحياتية مثل ما جاء في المادة العلمية وموضوع الغسالة، يعتبر ذلك نوع من التنوع المعرفي مهما كانت بساطة تلك المعارف والتي تعبّر على إدراك صاحبها وعقلانيته  وموضوعية سلوكه اليومي.غير أن نفس المصدر شكّك في كون الوزارة تعمّدت وضع هذه الاختبارات كمعيار لاكتشاف نوعية الكفاءات التي ستقود قاطرة التعليم بمدارسنا، وذلك لأن الأسئلة، حسبه، كانت من البساطة ما يسمح لأي كان الإجابة عليها “فالرضا بهذا السقف من المعلومات المقدمة هو تأسيس لمستوى آخر من الفشل وتجسيد المقولة “فاقد الشيء لا يعطيه”، مفيدا بأن الوزارة بطرحها هذا المستوى من الأسئلة تكون قد أسّست لمكونين جدد من “فاقدي الشيء”. على صعيد آخر، ذكر الأستاذ بثانوية العربي تبسي 1 بباتنة، عبد الهادي زغينة، لـ”الخبر”، الذي أشرف على حراسة قسم بمتوسطة عبد الحميد ابن باديس، بأن النقد الموجّه لمواضيع المسابقة دليل جهل الناقدين لما سيُدرّسه المترشحون الناجحون، مفيدا بأن الأسئلة وضعت حسب المستوى الذي سيُدَرّسه المترشحون وليس حسب مستواهم الجامعي. وأوضح بالقول إنه لا يمكن قبول مترشح للتعليم وهو لا يعرف أبسط المعلومات أو غير ملمّ بمهامه المعرفية داخل القسم.أما مدير مدرسة أولاد ميرة الجديدة ببلدية عبد القادر عزيل بباتنة، النوري بري، فقال لـ”الخبر”: “إن الأسئلة المطروحة على الممتحنين كانت في متناول الجميع وهادفة أيضا، خاصة في الطور الابتدائي”.أما ممثل الأساتذة المتعاقدين بشير سعيدي، فتساءل عن الجدوى من طرح بعض الأسئلة التي طرحت خلال الامتحان والتي لا تعبّر ولا تكشف مستوى المترشح”. أما رئيس شبكة الإعلام لـ”الإينباف” مسعود عمراوي، فقال إن الأسئلة جاءت سهلة ولا تسمح بغربلة كافية للمترشحين الأكفاء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات