ثـلاث سنـوات سجنا لامـرأة أحرقـت ابن زوجهـا

سلّطت محكمة تلمسان، مساء أول أمس، عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا في حق سيّدة اتهمت بحرق ربيبها الطفل ذي الأربع سنوات بوضعه على مدفأة كهربائية. القضية المثيرة التي تأثر لها كل من حضر جلسة المحاكمة من متقاضين وقضاة ومحامين، خاصة عند صعود الطفل عبد الرحمان إلى منصّة القاضي  والمستشارين بالمحكمة، ليكشف عن الجروح البليغة التي لحقته على يد زوجة أبيه.وحين سأله القاضي من فعل بك هذا؟ ومن أحرقك بإجلاسك على المدفئة؟ أجاب الطفل الضحية بكل براءة وهو يشير بإصبعه إلى زوجة أبيه قائلا “ماما”.وقائع القضية تعود إلى العشرين من شهر جانفي  الماضي، حين  تلقى والد  الطفل مكالمة من زوجته لتخبره بأنّ ابنه تعرّض لحادث منزلي بسبب جلوسه على مدفأة كهربائية، فترك الوالد عمله وعاد إلى بيته بإحدى قرى تلمسان، لينقل  فلذة كبده ألى المستشفى للعلاج من حروق أصابته والتي قدّر الأطباء أنّها من الدرجة الثالثة، والدليل أن الطفل لم يشف منها بعد مرور شهرين عن الحادثة المأساوية. وفي الطريق إلى المستشفى، سأل الوالد ابنه عن سبب جلوسه فوق المدفئة الحارقة، فكان جواب الطفل أن زوجة أبيه هي التي أجلسته بالقوة فوق المدفأة عقابا له على تبوّله في الفراش، ليقرّر الوالد إيداع شكوى أمام فرقة الدرك الوطني بالبلدة التي يقيم فيها. المتهمة وعند سماعها في مراحل التحقيق أنكرت التهمة الموجّهة إليها، وكانت أقوالها مثلما صرّحت أمام المحكمة أنّها قبلت الزواج بالرجل الأرمل وكانت تعلم أن له طفلان يتيمان من زوجته الأولى، وقبلت به زوجا سعيا منها لكسب الأجر في تربية الطفلان اليتيمان.وأضافت أنّها يوم الحادثة، كانت منشغلة بأغراض البيت حتى سمعت صراخ  الطفل، فأسرعت نحوه  لتجده جالسا فوق المدفأة  الكهربائية، فقامت بالاتصال بوالده ليحضر إلى البيت من أجل نقله  إلى المستشفى. أقوال ورواية المتهمة جعلت الوالد يقتنع بها ويتنازل عن الشكوى، بينما فنّدها دفاع الطفل، معتبرا أن ما قامت به المتهمة فعل همجي شنيع ألحق أضرارا مادية ونفسية جسيمة بالطفل عبد الرحمان، مستدلا بالصورة وتقرير الخبرة وبالجروح التي لازالت أثارها دامية على جسم الطفل. وطالب هيئة المحكمة بالحكم بعدم الاختصاص وإحالة الملف على محكمة الجنايات لخطورة الأفعال في حق الطفولة، لتقرّر هيئة المحكمة بعد المداولة إدانة زوجة الأب بثلاث سنوات سجنا نافذا.