"المغرب يعمل على تقليص المساحات المزروعة بالقنب الهندي"

38serv

+ -

دعا ممثل هيئة المحامين المغاربة المشارك في ملتقى محاربة زراعة القنب الهندي، قبل انسحابه من الملتقى إثر الكلمة التي ألقاها نقيب المحامين الجزائريين لناحية تلمسان، إلى ضرورة رفع مستوى التنسيق الأمني بين الجزائر والمغرب من أجل محاربة ظاهرة تهريب المخدرات، مؤكدا على سعي المملكة للتقليص من المساحات المزروعة بهذه المادة.يعتبر بعض السياسيين والرسميين في الجزائر أن ما يتمّ حجزه سنويا من أطنان المخدرات المنتجة والمهرّبة من المغرب، بمثابة حرب غير معلنة على المجتمع الجزائري؟ في البداية.. لا بدّ أن نثمّن مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات بمنطقة المغرب العربي، والتي تناقش وتبحث في قضايا تهدّد أمن دولنا ومنها الجريمة العابرة للقارات كالمتاجرة بالمخدرات، وإن كنتم في الجزائر تقولون إنّكم ضحية حرب غير معلنة تتمثّل في كميات المخدرات المحجوزة على ترابكم، فقد سمعت وقرأت بالمغرب أن الأقاليم الشرقية للمملكة أصبحت ضحية انتشار كميات كبيرة من المخدرات أشّد خطورة، تتمثّل في ما يعرف عندنا بالمغرب “بالقرقوبي” أو الأقراص المهلوسة، والتي يعتقد أنّها تهرّب من الجزائر، فتبادل التهم لا يحل المشكلة، ولابد من رفع مستوى التنسيق الأمني بين البلدين من أجل تحجيم الظاهرة ومعالجتها في البلدين وفي كل بلدان المغرب والعالم العربي.ولكن الواقع والأرقام يتحدثان، على مستوى الجزائر وعلى مستوى هيئات دولية، عن كون المغرب ثاني منتج للقنب الهندي في العالم، ويتم تصدير نسبة كبيرة من هذه المخدرات عبر التراب الجزائري، وسط تسهيلات من المخزن المغربي؟ كحقوقي مغربي متابع للملف أقول إن الحكومة المغربية قامت، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بمجهودات كبيرة لاستبدال المساحات المزروعة بالقنب الهندي في شمال البلاد، حيث توجد قرى فقيرة كان ساكنتها من المزارعين يقتاتون من زراعة المخدرات، وقد أدى تشجيع الحكومة للمزارعين بتغيير النشاط إلى انخفاض المساحات المزروعة بالمخدرات من نوع القنب الهندي إلى النصف، وفي الجانب التشريعي، ولأنّ المغرب وقّع على اتفاقيات دولية تجرّم المتاجرة بالمخدرات، فقد تم رفع عقوبة المتاجرة بالمخدرات دون رخصة من خمس سنوات إلى عشر سنوات، وهي إجراءات ردعية تهدف إلى تضييق الخناق على مهربي المخدرات، وفي مواجهة هذا العمل الإجرامي العابر للقارات المدمّر للشعوب وللأجيال، لا نملك، كحقوقيين، سوى استنكار الظاهرة التي نحاربها بكل قوّة وبكل الوسائل والدعوة إلى التنسيق والتعاون بين الشعبين والحكومتين، بدل تقاذف التهم الذي لن يجدي نفعا في حل المعضلة.لكن هناك معطيات أمنية أيضا تفيد بتحالف مافيا تهريب المخدرات مع الجماعات الإرهابية الناشطة على محور الحدود؟ ربّما هو السؤال الأهمّ، فرغم عدم امتلاكي لمعطيات تفيد بتحالف تجّار ومافيا المخدرات مع عناصر الجماعات المسلّحة، إلا أنّ الجوار “المغربي الجزائري”، لاشك قد يتأثّر بالأوضاع الأمنية السائدة في المنطقة، فالتنسيق الأمني والتعاون على مستوى الحدود لمنع تنقل الجريمة العابرة من مخدرات وإرهاب لابد أن يكون عالي المستوى، للمحافظة على أمن واستقرار بلدينا المغرب والجزائر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات