"السعودية تسعى لإشعال النار في المغرب العربي"

+ -

قررت البوليساريو الوقوف ضد قرار السعودية الاستثمار في المناطق الصحراوية المحتلة، ما الذي يقف وراء القرار السعودي؟ بشير مصطفى ندد في ندوة صحفية في المخيمات بالاستثمارات السعودية الخليجية، وكذا الاستثمارات الأمريكية والأوروبية، لذا نحن نرفض الاستثمارات من أي جنسية في المناطق الصحراوية المحتلة، فالمملكة السعودية التي أشعلت النار في اليمن وسوريا، تسعى إلى إشعالها في المغرب العربي، من خلال تورطها المباشر في الحرب التي يشنها المغرب على الصحراويين، وهذا شيء لا يشرّف السعوديين ويسيء إلى سمعتهم ومكانتهم، طيلة 40 سنة اشتروا السلاح وموّلوا اللوبيات ودافعوا عن المغرب في السر والعلن، والآن هناك تصعيد سعودي في الحقيقة ضد المغرب العربي وضد الصحراويين، من خلال ضخ أموال للمغرب المفلس ماليا، بل وحتى هناك شارع في الرياض أطلق عليه تسمية الصحراء المغربية. وبذلك هم لا يكتفون بإشعال النار في الجزيرة العربية، ولا في الشرق الأوسط، بل هم يسعون إلى إشعال النار في المغرب العربي الآن في إطار مشروعهم التدميري بإشعال النيران في الوطن العربي. المشكل أن السعودية هي دولة دون دستور وتنتهك حقوق الإنسان والحريات، ولا تنتمي إلى أي منظمة حقوقية، هي دولة مارقة.أليس للقرار السعودي علاقة بموقف الجزائر التحفظي على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية؟ بالضبط، الحرب في الصحراء الغربية قديمة، ولم تجرؤ السعودية طوال سنوات الحرب والاستعمار على زيارة مدينة العيون، ولكن الأمر مرتبط بمواقف الجزائر في الجامعة العربية من حزب الله وحرب اليمن وسوريا، والمملكة السعودية تسعى إلى إشعال الجهة الغربية من الوطن العربي بعدما أشعلوا الجهة الشرقية، وهو رد غير صريح على موقف الجزائر، والمملكة لها منهجية واستراتيجية لكل مكان.رد الأمين العام للأمم المتحدة أتى قويا على اتهامات المغرب له بالانحياز، وعلى المظاهرة التي حدثت في المغرب ضده، كيف تقرأون ذلك؟ الشعب المغربي رغم الدعاية والإغراءات والتجييش الإعلامي رفض الانخراط في مظاهرة المخزن، وكانت مظاهرة باهتة شارك فيها 100 ألف فقط، ولم تكن مليونية أبدا، وأعتقد أن الشعب المغربي بموقفه الصامد ورفضه الانخراط في التجييش الإعلامي هو رفض المسيرة والمشاركة فيها وقام برد مقنع، أما رد الأمين العام فهو جيد ومعقول ومنطقي، فهم لا يحاولون تشويه شخص الأمين العام بان كيمون فقط، وإنما هو هجوم على الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي، وأساسا على ميثاق الأمم المتحدة، وطبعا هذا شيء مرفوض ويعيب على المغاربة، فهو هجوم مبالغ فيه يعبّر عن إفلاس سياسي مغربي.ويبدو أن الأمانة العامة للأمم المتحدة مصرة على الدفاع عن مصداقيتها وعدم قبول الهجوم عليها من قبل المغرب، وهم ماضون في الدفاع عن الميثاق وقرارات الجمعية العامة، التي تتكلم كلها عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، والمستشار القانوني السابق للأمم المتحدة، هانس كورال، سبق وأن قال إن المغرب ليس له أي وصاية على الصحراء الغربية، وهو ما ذهبت إليه أيضا محكمة العدل الدولية في لاهاي، فتواجده هناك احتلال. وما يقوم به المغرب حاليا هو محاولة التأثير على تقرير كيمون الذي سيرفعه لمجلس الأمن، وهي مسرحية إعلامية سياسية، للبحث عن مبررات لإلغاء زيارة الأمين العام للعيون المحتلة، لكنها محاولة مكشوفة ومعيبة ومبالغ فيها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات